الأربعاء، 16 يونيو 2010

ثروة الأوطان !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
صباحكم / مساؤكم تفاؤل وملون بألوان الطيف .. ~ 
 

:::

قبل قليل ، كنت أقرأ موضوع في سبلة عُمان يتحدث عن التعليم في عُمان والحال الذي آل إليه .. وعن الجامعات وإكتضاضها ..

وإكتضاض الشوارع بالباحثين عن عمل ..


حقيقةً ..الموضوع أثر فيني كثيراً ..


وقد أدرجت رداً طويلاً في ذلك الموضوع ، إلاّ أني شعرت بأنني أتحدث عن قضية كبيرة ..


قضية شعوب ..


ليست قضية شعب عُمان فقط ..


بل قضية الخليج كلهم ..


فحالهم من حالنا ، ربما أفضل عند البعض وأسوء عند آخرين منهم ..


ولكن نبقى خليج واحد ، ومشاكلنا وقضايانا واحدة أيضاً !!

 

بدايةً ..



لو تحدثنا قليلاً عن أمريكا واليابان ،
كأكثر الدول قوة في الإقتصاد ..
وعزينا أسباب ذلك ..
لوجدنا بأن إعتمادهم الأول والأساسي هو " القوى البشرية "
بالفعل ، الإنسان والقوى البشرية هم الثروة الأساسية بالنسبة لهم ..
لأنهم يعلمون جيداً ، بأن عقل الإنسان يتجدد وبإمكانه أن يخترع ويكتشف وينتج وينجز ،
ولكن الثروات الأخرى فانية لامحالة يوماً من الأيام ..
وإنهم يعلمون جيداً لو أعتمدوا على النفط والغاز بأنهم غداً سيندمون أشد الندم ..
لنبحر عبر المحيط الهادي ، أو أياً كان ونعود للخليج ..
ونرى كيف هو الوضع لدينا ؟!
هل نهتم بالقوة البشرية فعلاً ؟!
أم ماذا ؟!
أما بالنسبة لنا فالثروة لدينا وأقولها بخجل وتواضح شديدين هي " النفط والغاز " ..
أما عن الإنسان وإبداعه ، قد نتهم به ولكن بنسبة 1% !
ربما أقد أظلمهم بذلك .. ولكن النسبة تدور حول تلك الأرقام البسيطة جداً !!
وكأن حكوماتنا مغمضة العينين عن مايشهده العالم من تطور هائل في العلم والتكنلوجيا ،تطور لم يشهده الإنسان في حياته التاريخية أبداً !
وذلك ما قاله العالم الكبير ،- أحمد زويل - الذي يستحق منّا نحن كعرب كل شكرٍ وتقدير وإحترام ، وقدوة لنا في العلم والتقدم ..
وذلك التطور الهائل العظيم ، لم يأتي إلا من عقل الإنسان ، الذي لم يخلقه الله سبحانه وتعالى زينةً فينا !
بل خلقه لنشغله ونحركه ونبدع به .. 

هناك ، من يهتم .. وهنا ، من يمر مرور الكرام على الإبداعات والإنجازات .. 


حكومتنا الموقرة ..


الإبداع الحقيقي ، ليس في الحصول على نسبة 99% في الثانوية العامة ،
وأن أدخل الطب
وأتخرج طبيبة ، ويفخر بي الجميع ..
وأحصل على راتب شهري يقدر أكثر من 1000 ريال عُماني أو لا أدري بالضبط كم !
كل منّا مبدع ، وكل إنسان لديه القدرة على الإبداع والإنتاج ، ليس بالضرورة أن أحصل على نسبة 99% !
أو 98% أو ما شابه ..
فالذي يحصل على 60% إيضاً له القدرة على الإبداع والإنتاج والتميز ..
فقط أسمحوا له ..
جربوا ولن تندموا ..
أعزائي ، في الدول المتقدمة في بريطانيا مثلاً ، طالب الثانوية العامة يدرس فقط 4 مواد !
في المجالات التي يحب ..
فقط 4 مواد ..
ومن بعدها يدخل التخصص الذي يرغب به ،
ونحن وللأسف ندرس 10 مواد وأكثر ، في مختلف المجالات ، وبعدها إن كنّا محظوظين سندخل الجامعة وإن لا ، فحالنا ليس أفضل من حال من سبقونا .. !
وأزيدكم من الشعر بيت ، ندرس 10 مواد وأكثر ، ونظام فصل واحد ..
أي دراسة طول السنة ، كتابين لكل مادة أو كتاب واحد كامل .
ونمحتن بعدها لفصلين !!!
ومناهجنا مجهزة للدراسة لفصلين ،
ولا أخفي عليكم ، دسامة مناهجنا !!
يبدو لي هنا ، بأن الوزارة الموقرة لا تريد شيئاً منّا ، سوى أن نقعد في بيوتنا متلومين على سنوات الدراسة التي تلاشت مع الريح .. !



بالله عليكم ، بنظامٍ كهذا كيف سيكون حال طلابنا ؟!
هل تنتظرون منهم أن يقول أحدهم " أحب العلم والدراسة " ؟!
أم تنتظرون من يفكر في مستقبله ويرسم رسماً دقيقاً وتخطيطياً لمستقبله ؟!
أم ما الذي تنتظرونه بالضبط ؟!
إني لا أرى سوى الكره والسؤم والملل والتعب تجاه العلم والدراسة ..
ذلك ماجعل طلابنا ، وطالباتنا يسلكون مسلك آخر تماماً ..
وهمهم الأول والأخير التطور مع العالم ،
ليس في العلم !
بل كنت سأكون فخورة جداً جداً ..
بل وياللحسرة تطور وتقدم - مثلما يزعمون - في الموضة وإلخ !




وليس غريباً أن تذهب إلى إحدى السنترات / المولات ، وترى أشكالاً عجيبة غريبة ..
هم عرباً أجل ،ومسلمين .. ولكن بنكهة أخرى تماماً !!
حتى أصبحنا نخجل جداً من كونهم عرب .. !
السائد في مجتمعاتنا بأن الطالب المجتهد والمتفوق ، يحصل على نسبة 99%
يدخل طب ..
يتخرج ، ومن ثم يتوظف براتبٍ عالي ويترقى ,
وهو بالأصل لايحب الطب بتاتاً
ولكن نسبته ، وكلام أهله أجبرانه على دخول الطب ..
ولكن لو دخل نفس ذلك الطالب بتلك النسبة في تخصص آخر لنقل التربية مثلاً ،
ألا ترون بأنه سيبدع أكثر ؟
وسيقدم أكثر ؟!
فقط لأن توجهه ذلك ..
لكن هذه هي نظرتنا للأشياء سطحية جداً ..
والطالب المتفوق المبدع ما هو إلا طالب الطب ..
تكلمت معنا مرة معلمة التوجيه المهني عن هذا الموضوع ، وعن نظرة الخليجيين تجاه هذه المهنة بالذات ..


فكل أب / أم يتمنى أن يتخرج ولده من الثانوية العامة بنسبة 99% ليدخل الطب !!

لمَ وكيف ؟!
فقط لأجل الراتب العالي ، والسمعة الكبيرة ..
فقط لا غير ..!!


لو سألنا ، كم عدد الجامعات الحكومية في كل دولة خليجية ؟!
في عمان مثلاً ، جامعة حكومية واحدة فقط ..
ومعظم خريجيها يبحثون عن عمل .. !
والكليات الخاصة عددها كبير ولكن هل الجميع يستطيع تحمل نفقاتها ؟!
دول الخليج من أغنى الدول أجل بمالها ..
ولكن بعلمها وقوتها وسلطتها فهي من أفقر الدول ..
كم من الملايين التي تدفع سنوياً في الدول المتقدمة لأجل البحوث العلمية ..
وكم التي تدفع من أجل البحوث العلمية في دولنا ؟!
0.0001 ؟!
أم أقل وتلك النسبة كثيرة علينا ؟!

غداً ، وسيأتي قريباً ، سنكون من أفقر دول العالم ..
لأن النفط والغاز سينتهون قريباً ..
ونحن نعتمد بالدرجة الأولى على ذلك ..
فهنيئاً لنا ..
هنئياً مريئاً ..
فلنتهنا بشبابنا الآن إذاً ..
قبل أن نعود إلى العصور الحجرية القديمة ..


لا عجب بأن نرى من مدرسة واحدة 80 طالب راسب !
ومن مدرسة أخرى 90 أو 100 أو أكثر !


أتعلمون لمَ ؟

لا أحتاج أن أذكر لكم فها أنتم قد عرفتم  


ولا عجب أيضاً ، بأنهم يقرأون لأنهم يحبون القراءة ..
نحن نقرأ صحيح ، ولكن ماذا نقرأ ؟!
مجلات تافهة ؟
روايات ؟
قصص ؟!


ماذا نقرأ بالضبط ؟!


أطفالنا ، يقرأون أجل أحياناً في السنة مرتين ربما وذلك كثير ..
بعد عناد وتمرد وصراخ يستمر أشهر طوال .. !!
هناك، يعامل العامل البسيط على إنه إنسااااان بكامل قواه العقلية ..
ويجافظ على كرامته وعزه وشرفه
ولكن لدينا ، العامل البسيط ، يذل ويهان وكل شيء وفي النهاية لا يحضى بحياة العزيز الشريف .. !


كما قرأت مرة أيضاً / 


أن إحدى الخريجات اشتكت بأنها لم تحصل على وظيفة ..
إذ بالرد يأتيها سريعاً " اشكري الله على نعمة الأمن والأمان " ،
هه .. اضحكتني حقيقة ً .. الحمدلله على نعمة الأمن والأمان : ) !
لكنها مبرر جميل .. ولطيف منهم ، وبادرة جيدة !
في القلب أشياء كثيرة أود التحدث عنها ،
وإن قلبي يموت في اليوم أكثر من مرة كلما تذكرت حالنا وما آل إليه ..
يا عرب ، وياخليج .. أصحوا .. أصحوا .. فالعالم يتقدم ويتطور ويشهد تطورات هائلة جداً في العلم والتكنلوجيا ،
لا في البنيان والعمارات والأسهم والمشاريع السياحية ..
بل في العلم ..
في استغلال ثروة الإنسان .. !!
  
متى يكون كل عامل مخلص في عمله ؟!
ومتى ترعى الحكومة المواهب الشابة والإبداعات ؟!
ومتى تنظر الحكومة الرشيدة إلى حال الشباب والباحثين عن عمل ..
ومتى ستهتم بالعلم والتكنلوجيا !
ومتى
ومتى
ومتى
ولن أنتهي فعلاً !!

 
سر تقدم اليابان يكمن في عدة نقاط أبرزها :

أن الياباني يعتبر الراحة والنوم شيء معيب , لذلك تجده في غاية الجد والنشاط وقت عمله , وتجد أن إجازته السنوية شبه معدومة , بالإضافة إلى عدم وجود سن للتقاعد بالنسبة له  .


وكما يقال ، تهزها الزلال وهي تهز العالم ..


انتظر رأيكم ومشاركاتكم معي ،
طابت مساءاتكم / صباحاتكم
ودمتم بأفضل حال ..
عذراً على الإطالة ..
فقد إحتجت أن أخط هنا بشيء مما يجول بداخلي .. 

شذى :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق